السلام عليكم .. أنا شاب عمري 21 سنه وأنا الآن طالب في السنه الثانيه في كلية الطب أنا انسان طموح جدا واجتماعي وخلوق جدا واستطعت التغلب على الكثير من الصعوبات في حياتي ولهذا كان والدي يثقون بي كثيرا ويدللونني كثيرا لا سيما واني ابنهم البكر
مشكلتي بدأت في سن البلوغ عندما تعرضت لتحرش جنسي من قبل ابن عمي ألذي كان يكبرني بثلاث سنوات، اصبت عندها بضرر نفسي كبير وعانيت لفترة من الاكتئاب... لكن بعدما اجتزت هذه الازمه اصبحت أحس أن ميولي الجنسيه
اصبحت شاذه وكانت هذه سببا لمشكله أكبر وهي... اني عندما كان عمري 16 إشترى لي والدي جهاز لأب توب ولغياب الرقابة بدأت إدخل الى بعض غرف المحادثة وبدأت التعرف لمن لهم نفس ميولي الجنسيه... وبدأنا نتبادل بعض الأحاديث الجنسيه...
ومع الوقت استطاعوا إقناعي باقتناء كاميرا لنعرض أجسامنا ونستمتع أكثر... ولجهلي وصغر سني وعقلي وافقت على ذلك... واستمر ذلك لفترة 3 سنوات تقريبا ونحن نعرض أجسادنا “بدون ظهور الوجه“
الى أن تعرفت على احدهم واستطاع تسجيل مقطع فيديو لي وأنا أعرض وكانت هذه بمثابة الصدمه أو الصحوه وبعد ذلك اختفى ولم يبتزني أو يطلب من أي شيء واختفى تماما وأصبحت لا أعلم عنه أي شيء...
كان هذا قبل سنه تقريبا من الآن ومنذ ذلك اليوم لا وأنا لا أستطيع النوم، أنا الآن أخاف الفضيحه و ألوم نفسي كثيرا اصبحت أخاف الاختلاط بالناس وأخاف النظر في أعينهم
وأصبحت أسأل نفسي الكثير من الأسئلة مثل ماذا لو كان هذا الشخص أحد قراصنة الانترنت واستطاع بطريقة أو بأخرى التقاط صورة وجهي وأنا عار؟ ماذا لو انتشرت هذه الصور؟ وماذا لو وصلت لأحد أهلي أو اصدقائي أو أقاربي؟
وماذا سأفعل حينها؟ لقد انهار مستواي الدراسي وقل وزني من كثرة التفكير... أريد أن اصبح إنسانا نظيفا ولكن أخاف أن يعود الماضي.
أرجوك ساعدني فمستقبلي مهدد بالإنهيار، أحس اين خذلت أهلي وأحس بتانيب الضمير القاتل. اتلقى لم اتلق أكتب إليك إلا لأني واثق بأن هذا الموقع هو الوحيد ألذي بإمكانه مساعدتي.
مرت سنه منذ حصول هذه المشكله ومازلت أخاف الناس وعندما ارى أي شخص يستخدم الكومبيوتر أو الجوال أحس أنه يتفرج علي واترك المكان بسرعه وانطوي على نفسي...
أنا أعلم تماما أن ألذي حدث معي يتكرر يوميا مع إشخاص آخرين لكن أخاف عندما أحس أن الدنيا صغيره ويمكن أن يفتضح امري في يزم من الأيام. ماذا افعل؟ وبماذا تنصحني الآن؟
وكيف أستطيع مواجهة اسوأ الاحتمالات؟ وكيف أستطيع نسيان الأمر؟ وكيف اتخطى خوفي من الكومبيوتر؟ أرحني... ولك جزيل الشكر والتقدير.
السلام عليكم ورحمة الله.
أخي الشاب الكريم الطموح المميز: شكر الله لك سعيك إلى إصلاح ذاتك وتأمين حياتك، ونشكر لك ثقتك بموقعك المستشار.
أيها الشاب المتميز:
إنك تستطيع -بعون من الله- أن تملأ حياتك سعادة، وتكسوها ألوانا من البهجة، وتلبسها صنوفا من الفرح والسرور.
فهيا لا تستسلم للألم، ولا تركن للهم، ولا تسلم قيادك للغم؛ فالوجود جميل، ولا تزال الحياة مملوءة بما يبعث على السعادة ويدعو للسرور.
فاترك الهم إذا ما طرقك *** وكل الأمور إلى من خلقك
وإذا أمل قوم أحدا *** فإلى ربك فامدد عنقك
لماذا الحيرة والقلق والاضطراب؟
اعلم أن الإنسان منا.. أنا وأنت نقف اللحظة -هذه– في ملتقى طريقين أبديين، الماضي الفسيح الذي ولَّى بغير رجعة، والمستقبل المجهول الذي يطارد الزمن، ويتربص بكل لحظة حاضرة..
ولسنا بمستطيعين العيش ولو بمقدار جزء من الثانية في أحد هذين الطريقين، ولذا دعنا نرضى بالعيش في الحاضر الذي لا يمكن أن نعيش إلا فيه، وكما يقولون: عش في حدود يومك فقط.
ولك ولغيرك حل من المشكلات دائما، فإذا كانت لديك مشكلة تبعث على القلق،فلك خطوات ثلاث للتغلب عليهما:
1. اسأل نفسك: ما هو أسوأ ما يمكن أن يحدث لي!!
2. هيئ نفسك لقبول أسوأ الاحتمالات.
3. ثم اشرع في إنفاذ ما يمكن إنفاذه.
يقول الكسيس كارليل –وهو دكتور حائز على جائزة نوبل في الطب: "إن رجال الأعمال الذي لا يعرفون كيف يكافحون القلق يموتون مبكرًا".
فهل تريد أن تموت مبكرًا؟! لا – ما أحسبك تريد ذلك مطلقا!!
أخي الكريم:
إن طموحاتك الرائعة والتي ستجعلك يوما ما طبيبا بارعا مميزا تحتاج إلى أن تقوم بالآتي وهى من وسائل طرد الهم لديك:
أولا: التركيز على الإيجابيات لا السلبيات
ثانيا: الزم الصحبة الصالحة في أقرب مسجد مجاور لك
ثالثا: لا تتوقع السوء وذكر نفسك بأن الله غفور ورحيم ولا يفضح عبده طالما أنه اقترب منه وحتى تقترب أكثر إلى الله وتشعر بقيمة ذاتك وحياتك فعليك بالآتي:
1. الدعاء والاستغفار فمعلوم ما لهما من شأن في تفريج الكرب والهم
2. الذكر وقد قال خالقك وهو أصدق القائلين: [ألا بذكر الله تطمئن القلوب].
3. قراءة القرآن والذي جعل شفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين.
4. الصلاة والمحافظة عليها في وقتها
رابعا: شارك في أعمال اجتماعية وتطوعية
خامسا: نسق وقتك وجدول عمرك للمذاكرة واتقانها حتى تكون عالما في الطب يشار إليك بالبنان
سادسا: لا مانع من أن تذهب لطبيب نفسي يدفع في نفسك الأمل والطموح ويحفزك وأنا أثق أنك أقدر بإذن الله على تخطي هذه المرحلة.
أخي الكريم: لا يعيب الإنسان الخطأ بل ذلك دليل على أنه بشر وهو دليل أن الله موجود ويعفو عمن أساء ولكن المشكلة ألا نتوب عن الخطأ ونسلك الطريق القويم
فهيا ابدأ من اللحظة فيما يفيدك في الدنيا والآخرة،ـ واعلم بأن أمتك ومجتمعك ينتظرانك وينتظران مجهوداتك وإمكاناتك وطموحاتك.
فلتبدأ واترك الأمور تسير بمقادير خالقك ولا تفكر في الماضي إلا للتوبة ولا تفكر في المستقبل إلا مخططا ولكن فكر فقط الآن في اللحظة التي تحياها والتي نسأل الله أن يوفقك فيها لخيري الدنيا والآخرة.
أسأل الله ختاما أن يعفو عنا جميعا وأن يصلح أحوالك وأحوال أهلك وذويك ونسأل الله أن نراك قريبا عالما من علماء الأمة العظام وما ذلك على الله بعزيز.
الكاتب: أ. عادل عبد الله هندي
المصدر: موقع المستشار